tg-me.com/maawatolabalhakwalhakika/8736
Last Update:
◾️العنوان: "المشارطة" و "المراقبة"
◾️المصدر: كتاب "الأخلاق الإلهية" ج 1 للشيخ مجتبى الطهراني (رض)
قد وضع علماء الأخلاق، باستنطاقهم الروايات، أربع مراحل لحراسة النّفس من اعتداءات الشيطان، وحفظها ممّا يجلبه عليها من الفساد:
1️⃣ المشارطة: وهو أنّ يطّلع المرء على أهميّة الموضوع، ويُعاهد نفسه على حراستها في مواجهة الشيطان.
فكما يعمل زعيم البلد إلى تنبيه قادة جنده، في اجتماع خال من الأجانب، إلى قضايا حسّاسة، من قبيل: خطر العدو، وسُبل نفوذه، وتبعات وهن العسكر وإهمالهم.
يتوجّب على الإنسان يوميّاً، للحظات بعد صلاة الصبح، أن يتفرّغ من كلّ شاغل ليُحذّر نفسَه من خطر الشيطان، وعواقب عدم الاكتراث به، فيُنبّه نفسَه إلى أنّ هجمات هذا العدوّ لا يُمكن تعويض خسائرها أحياناً، ويُذكّرها بثغور نفوذه، وهي فكرُه وأعضاؤه، ويُعاهدها على المرابطة فيها وحراستها.
2️⃣ المراقبة: وبعد المشارطة يأتي دور مراقبة النّفس، لئلا تغدُر، أو تجنح إلى القصور أو التقصير.
والمراقبة هي حصيلة شكل من أشكال المعرفة، وهي مصدرٌ لظهور أعمالٍ ما.
فمعرفة أنّ الله جلّ وعلا يرى أعمالنا ومطّلعٌ على سرائرنا تقود المرء إلى أخذ حضور الله عزّ وجلّ بجديّة أكبر، وتجعل الاستحياء يسود وجوده، فلا يُقْدِم على عمل ما لم يتثبّت من عواقبه، ويطمئن من خلوص نيّته فيه.
ويظلّ المرء حال المراقبة، مراقباً عمله، من لحظة عقده العزم قلباً على إتيانه حتّى ينتهي منه، بل وبعد ذلك أيضاً، فيراقب نفسه قبل العمل احتراساً من عدم إلهيّة نيّته، فإن علم بأنّه ليس لوجه الله تركه.
ويُراقب نفسه في أثنائه، لئلا يُقصّر في أداء حقّ الله فيه، ولا يُفرّط بنيّته الخالصة في غضون أدائه، ولينجزه بأتمّ صورة ممكنة، ثم يُراقبها بعدها حذراً من إضاعة العمل بالرياء والسُمعة.
ففي الخبر أنّه "يُنشَرُ للعبدِ في كلّ حركةٍ من حركاته، وإنْ صغُرَتْ، ثلاثة دواوين: الدّيوان الأوّل لِمَ؟ والثاني كيف؟ والثالث لِمَن؟"
⚠️ يُتبع ان شاء الله تعالى
BY مأوى طلاب الحق والحقيقة
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/maawatolabalhakwalhakika/8736